Admin Admin
عدد المساهمات : 135 نقاط : 24194 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 29/03/2011 العمر : 30 الموقع : https://karas.forumegypt.net
بطاقة الشخصية karas: (50/50)
| موضوع: يا ترى هل نعرف شيئاً عن المعجزات التي حدثت أخيراً الإثنين أبريل 11, 2011 1:25 am | |
|
[size=25]يا ترى هل نعرف شيئاً عن المعجزات التي حدثت أخيراً في الكنيسة الأرثوذكسية ؟
قد كثر التكلم عن المعجزات والخوارق والشفاء ، وأصبحت محور فرح كل شخص منشغل عن الله بظواهر الأمور التي لا تدل إلا عن حالة بعد عن الله كحياة خبرة نحياها ، كأن الحياة مع الله غايتها المعجزة في ذاتها أو تكريم القديسين دون البلوغ لما هو وراء المعجزة والهدف الرئيسي منها ، لأن من شُفي سيموت في النهاية أو يمرض مرة أخرى ، فكل معجزة ستبطل ولم يتبقى منها سوى الهدف الرئيسي وهو معرفه الله !!!
المعجزات وقصصها المتشابهة لا تنتهي ( من جهة شفاء أو نجاح أو حتى إقامة أموات ) ، ولكني أعرف معجزة فوق كل معجزة ، وحدث فائق يفوق كل حدث ، أنه يحدث أمام أعيينا كل يوم ، ومن الواضح من كثرة مشاهدتنا له أصبحنا في حالة من اللاشعور ولم نعد نكترث له أو نفخر به ، بل صار لنا الفخر بالمعجزات المادية الوقتية التي تنتهي بمجرد حدوثها ، فالمريض بأبشع الأمراض يشفى ولكن تنتهي المعجزة بعد حدوثها ...
ولكن هناك معجزة لا تنتهي بل تمتد وتصير قوة لنا من جيل لجيل ومن يوم ليوم ففي كل مرة تُقام الليتورجية الإلهية، فإنه تحدث معجزة صيرورة الخبز والخمر جسد المسيح ودمه، هذه هي المعجزة الأكثر أهمية وقوة في حياتنا ، وهي ما يجب أن نتذكَّره دائماً ونتعايش به ويكون فخر حقيقي لنا .
وكلمة الله التي نسمعها نقرأها هي من فم الله ذاته وفيها روح وحياة تقيم النفس من براثن موت الخطية وفسادها المدمر للنفس ...
أما المعجزات الأخرى، نفرح بأن الله باركنا بهذه المعجزات، ولكن يجب أن نكون منتبهين جداً أن لا نطلب المعجزات، لأنه - كما قلت سابقاً - في الليتورجية الإلهية تحدث معجزة، وأيضاً معجزة أن نستيقظ في الصباح ونستطيع أن نصلِّي ونتوب. فإن التوبة الحقيقية هي معجزة عظيمة بل تأتي في المرتبة الأولى ...
إن كل المعجزات الأخرى مهمة جداً وجميلة ، ونحن نشكر الله عليها ، ولكننا لا نحتاج إليها احتياجاً مُلحًّا. فإن كان الله في حكمته يُباركنا بهذه المعجزات ويسدد احتياجاتنا ، فنحن نشكره بشدة، وإن لم يُعطِنا إيَّاها، فلا يجب أن نحزن.
ففي حديثي مع أب روحي مليان من نعمة الله عن المعجزات التي تحدث كل يوم ومع أشخاص كثيرين وخرجنا من المناقشة بأنه من المؤكَّد أننا يجب أن نعتبرها دعوة للتوبة، ومن هنا فهي تكون ظاهرة جيدة.
الأهم من التعليم بالمعجزات :
إن التعليم – كما عرفناه من آباء الكنيسة – يكون بقدوة حياتنا، وليس بأي معجزة مهما على شانها . وهذا هو حال تعليم الكنيسة ، إنه سرُّ الكنيسة داخل الكنيسة . لكل واحد أن يُكرِّم الله ويشكره على كل معجزه تحدث ، ولكن ينبغي أن نحظر من كثرة التركيز على المعجزة ذاتها – لئلا تصير المعجزة أو الحدث نفسه سبباً في نسيان المسيح ، وحياة التقوى ...
لابد أن نتذكَّر أن إيماننا الأرثوذكسي هو عن الرب يسوع المسيح وإيَّاه مصلوباً وقائماً من بين الأموات. أحياناً نحن نجعل من المعجزات أحداث تفوق أحداث الكتاب المقدس وعمل الله وتعاليم الآباء ، فتتحول أنظارنا للمعجزات وننشغل بها وننسى الكتاب المقدس وحياة التوبة ونقاوة القلب ولا نهتم بالتعليم بل نفتش عن المعجزات وحدها !!!
المشكلة في كتب المعجزات ووسائل الإعلام عنها :
أنها غالباً قد تحوَّل المعجزة لحدث فائق مبهر للجميع حتى تصير الشغل الشاغل والتركيز عليها أكثر من مضمونها الحقيقي وهدفها المقصود ، غير المبالغة بالطبع فيها أو تصورها أنها من قديس عظيم فتتحول أنظار الناس – دون قصد – للقديس عوض المسيح رب المجد ذاته ، وترك المذبح والإفخارستيا للذهاب لنوال بركة هذا القديس (( طبعاً لا يقل قائل أني لا أريد تكريم القديسين ، إنما أريد تكريمهم في المسيح بمعنى أنهم بصلواتهم للمسيح يعينونا ونقدر أن نكمل المسيرة ، ينبغي أن لا نترك المذبح للذهاب لنوال بركة قديس بل نتناول من جسد الرب ودمه أولاً ثم أولاً ثم أولاً ثم نذهب لننال البركة لأن حزنهم أننا نترك المذبح ونذهب إليهم مع أنهم هم أنفسهم كانوا ملتصقين بالمذبح )) . ولابد أن نتحقَّق ونُحقق أن إيماننا هو عن الرب يسوع المسيح، وليس عن معجزة حدثت أو تحدث ...
ماذا تعني أن يكون الإنسان أرثوذكسياً :
ليس الأرثوذكسي من يتحدث عن المعجزات والقديسن صانعو معجزات وخوارق ، ولا من يكرم القديسين بكلام مديح مبالغ فيه بعيد عن روح التقوى والقررب منهم في ربنا يسوع !!!
المسيحي الأرثوذكسي هو الذي يستيقظ كل يوم في الصباح ، ويرشم ذاته بعلامة الصليب ، ويُصلِّي قبل أي شيء ، ويقرأ كلمة الله ، ويجتهد أن يُكمِل يومه كله بحسب مشيئة الله المعلنه في قلبه من خلال كلمته .
فأنْ تكون مسيحياً أرثوذكسياً، هو أن تكرز بالرب يسوع المسيح وإيَّاه مصلوباً وقائماً من بين الأموات ، ليس بالكلام والفلسفة والمناقشات بل بالعمل والحق ، فما أسوأ أن نكون فلاسفة في الكلمات لا في الأعمال ، وأن نحيا حياة الصلاة ، وأن نلتصق بالمذبح وننال سر الإفخارستيا ونشترك مع الكنيسة كلها منظورة وغير منظورة في الصلاة الواحدة ؛ وأن نجد المسيح في قريبنا، ونخلِّص أنفسنا، وليت نخلِّص قريبنا أيضاً بأننا نكون قدوة حقيقية في حياة البذل والعطاء بحكمة ومحبة وإيمان راسخ حي ... | |
|